قصتي مع الله أعلم !!!
كنت مرة ألقي درساً في إحدى المساجد في بوروندي وكان لدي مترجم وفي نهاية الدرس يسألون بعض الأسئلة فإن كان عندي جواب أجبت (نقلاً عن مشائخنا إنما انا ناقل فقط )
فمرة سأل أحدهم سؤال فقلت الله أعلم ان شاء الله تعالى سأسأل أحد المشائخ وأرد عليك فتوقف المترجم أن يترجم هذا الكلام وأخذ يقول لي لا أستطيع أترجم هذا الكلام لأننا لسنا متعودون أن نقول لهم مثل هذا الكلام لأن هيبتنا ستنقص سيقولون انتم مشائخ وكيف لا تعرفون !!!
فأصريت أن يترجم هذا الكلام لهم فقاله على مضض وأرجعت باقي درسي عليه.
أردت من ذكر هذه الواقعة أن ألفت النظر الى أمر جد خطير يقع فيه كثير من الدعاة وهو أن يوهم الداعية الناس أنهم سيجدون عنده أي جواب لسؤال وأي حل لمشكلة وأي دواء لمرض
وهذا أمر خطير دينيا ودنيويا على الداعية والناس
تعرفون حديث المصطفى صل الله عليه وسلم
( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) وغيره من الأحاديث التي تحذر من الكذب على رسول الله والوعيد الشديد لمن فعل ذلك
الامام مالك رحمه الله سُئل عن عدة مسائل فلم يجب إلا على القليل القليل منها وفي البقية كان يكتفي أن يرد العلم الى الله مع أنه إمام المدينة
من أنا وأنت يا أخي امام الإمام مالك
فلا نقتحم باب من أبواب جهنم بسبب تقولنا على رسول الله صل الله عليه وسلم
التربية عند طلب العلم جد مهمة على مثل هذه الأمور التي إن تركت أُبتليت الأمة بالفتوى على غير علم فضلوا وأضلوا
أخي انت لست سوقاً شعبياً سيجدون الناس عندك كل شيئ بل أفهم الناس بقدر ما تعلم فلا يتجاوزوه فإن كان عندك علم بالمسألة فأجب وإن لم يكن كذلك فأرجع العلم الى الله وسأل العلماء
وتحرى الإسناد في نقل الفتوى لأنك لست أهلا للفتوى إنما نحن ناقلون لكلام علمائنا
(قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
رزقني الله وإياكم الوقوف عند حدود الله
محبكم / أبو أسامة عبدالفتاح العبَّادي
١٧/ جمادى الأول / ١٤٣٥هـ
0 التعليقات :