الدين المعاملة
كل يوم أزداد يقيناً بهذا الحديث الشريف
عندما أطلق حبيبنا المصطفى محمد صل الله عليه وسلم هذه الكلمات الجامعة التي ضيعناها في حياتنا اليومية وذهب بعضنا يبحث في قاموس الإتكيت ليتعلم منه بعض الأمور الذي يظن الجاهل بهدي المصطفى صل الله عليه وسلم أنه ليس في ديننا مثل هذا
أو تجد الكثير يتضلع بالعلم لكن لآ أثر لهذا العلم في حياته في تعامله مع الناس أليس الدين المعاملة
المعاملة مشروع دعوي متكامل وقد أثبت التجار الحضارم هذا في شرق آسيا عندما دخل الناس دين الله أفواجا بسبب حسن تعامل هؤلاء التجار المسلمين فيما بينهم ومع غيرهم !!!
وقد حدث لي قبل أيام أن مرت سيارتنا بباص يقف في الطريق وكانت الطريق ضيقه فأصبته بشيء بسيط ولم يكن هناك أحد لإخبار مالك الباص ولما استيقظ مالك الباص رأى هذا فسأل فقالوا له الحراس لا نعرف من فعل هذا
فلما أُخبرت بالحادث ذهبتُ برفقة المترجم الى بيته وهو رجل كنغولي متزوج من كندية فسلمنا عليه وقلنا له نحن أتينا أولاً لنعتذر عما حدث فقال لنا مستغرباً وماذا حدث لأنه ليس من عادتهم كما تبين لنا فيما بعد مادام أنه لا يراك أحد فلما الإخبار ونسي أن خالق كل شيئ يراك!!!
فقلنا له بالحادث فأستغرب واستبشر بنا خيرا فقال انتم ناس طيبون تأتون الى بيتي من أجل هذا فقلت له نحن ليس كذلك إنما ديننا هو الذي يأمرنا بذلك فاستغرب أكثر وقال كيف فدار بيننا حديث طويل عسى أن يكون هذا مدخل لإسلامه
أخي إربط كل عمل حسن تقوم به بالدين لا بذاتك حتى توصل رسالة مفادها أننا بدون هذا الدين لاشيء ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله كمال قال عمر رضي الله عنه)
جرب أخي أن تتعامل من خلال هذا الدين لا أن تجعل الدين يتعامل من خلالك
ياليتنا نعود الى هدي المصطفى صل الله عليه وسلم ففيه شفاء لما في الصدور
بدل أن نذهب هنا وهناك نستقي ثقافات تبعدنا أكثر عن شرعيتنا فلنعود الى كتاب ربنا وسنة نبينا ففيهما مبتغانا ونبأ من قبلنا وخبر من بعدنا
لنتخذها نبراساً في حياتنا الدنيوية لنجد أثرها في حياتنا الأبدية.
(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)
محبكم / أبو أسامة العبَّادي
٣ / جمادى الأول / ١٤٣٥هـ
0 التعليقات :